محتويات
- ١ الصدق
- ٢ الإسلام والصدق
- ٣ آثار الصدق على الفرد
- ٤ آثار الصدق على المجتمع
الصدق الصدق من الأخلاق الرفيعة، ويعني التزام الإنسان بالصدق في أقواله وأفعاله، وهو يلتقي مع الإخلاص في بعض مظاهره، وللصدق آثار عظيمة تترتب عليه وتنعكس على الفرد الصادق، وعلى المجتمع كذلك، وقد حثَّ القران الكريم على الصدق، وكذلك حثَّ عليه الرسول صلى الله عليه وسلم.
الإسلام والصدق تضافرت العديد من نصوص القران الكريم في حثَّها على الصدق، فمن ذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119]، ومن السنَّة النبويَّة قوله صلّى الله عليه وسلّم: (عليكم بالصِّدقِ، فإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ، وما يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ صِدِّيقًا) [صحيح مسلم] وفي المقابل هناك نصوص حذرت من الكذب، ومنها قوله صلّى الله عليه وسلّم: (وما يزالُ الرَّجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ كذَّابًا) [صحيح مسلم]، وكذلك اعتبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم الكذب علامة للنفاق، حيث قال صلّى الله عليه وسلّم: (آيةُ المنافقِ ثلاثٌ إذا حدَّثَ كذبَ، وإذا وعَدَ أخلفَ، وإذا اؤتُمِنَ خان) [صحيح البخاري].
آثار الصدق على الفرد - راحة الفرد وطمأنينته، حيث يشعر الفرد بهذا الشعور، رغم ما يترتب عليه من تبعات في بعض المواقف نتيجة التزامه الصدق.
- نيل محبّة الله ورضوانه، فالمؤمن الذي يلتزم الصدق في أقواله وأفعاله، ينال محبة الله له ورضوانه عنه، وبالتالي الفوز بجنته يوم القيامة.
- علو منزلته في الجنَّة، حيث أنَّ الصديقين لهم منزلة رفيعة مع النبيين والشهداء، لقوله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) [النساء: 69] ووجه الدلالة من الآية هو جمعها بين منزلة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فاعتبرتهم بمزلة واحدة.
- ييسير الله للصادق سبل حياته في الدنيا، من فرص عمل لكسب الرزق، وتغلب على صعوبات الحياة، وغير ذلك.
- محبَّة النَّاس للصادق، حيث يحظى من التزم الصدق بمحبَّة النَّاس له وأنسهم به، وانسجامهم مع حديثه.
- المكانة المتميِّزة في الدنيا، وهذه المكانة يحظى بها الصادق بمحبَّة النَّاس له، فيتدرج في القبول في قلوب النَّاس وعقولهم، بدءً من المحبَّة والألفة به، ومروراً بحسن العشرة والتعامل، والثقة، وانتهاءً بتبوئه مكانة رفيعة في المجتمع حيث يشار إليه بالبنان.
آثار الصدق على المجتمع - انتشار المحبَّة بين أبناء المجتمع كثمرة ملازمة لالتزام أفراده بالصدق.
- تماسك المجتمع وترابطه.
- قوّة الإنتاج والعطاء، حيث يصبح مجتمعاً منتجاً معطاء؛ لالتزام أبنائه بالصدق في مختلف أماكن عملهم، وسائر أنشطتهم.
- حسن علاقة المجتمع مع غيره من المجتمعات، لثقتها به وبأفراده، وتحقّق مصالحها من خلاله نتيجة التزام الصدق، فالأفراد في عملهم وأنشطتهم في المجتمعات الأخرى هم رسل لمجتمعاتهم يعكسون ما هي عليه من صفات وأخلاق، ولعلَّ أحد أسباب انتشار الإسلام في أوروبا يعود إلى التزام التجار المسلمين بالصدق في تعاملهم فهذه ثمرة قويَّة للصدق لا يمكن إغفالها.